"متى ستتجلى الحرية الحقيقية في حياتك؟"

في هذا المقال ستفهم يا عزيزي ان تجليات الحرية التي تحلم بعيشها في حياتك تبدأ بمعرفة شيء واحد بسيط ولكن تطبيقه يحتاج الى ارادة ودافع حقيقي وناضج.

جميعنا نريد ان نعيش حياة فيها حرية مالية, حرية عاطفية, حرية مهنية, بمعنى آخر ان نحيا الحياة التي نحلم بها بدون قيود وتقييدات. لكن لماذا لا يحصل جميعنا على هذه الحياة؟

لأن هذا العالم لا يقدم لك ما تريد بل يقدم لك ما تستحق, ليس من مفهوم الاستحقاق انك انسان جيد او انسان سيء, لكن من مفهوم الكارما!

وماذا تعني الكارما وما علاقتها في تجلي الحرية التي تبحث عنها؟

الكارما تعني السبب والنتيجة, مثل نردده: من جد وجد ومن زرع حصد, اي ما ستزرعه ستجنيه لاحقًا ليس من منطلق ارجاع الفضل اليك بل لأن ما زرعته سينبت وستستعيده. اذا زرعت بذور البطيخ ليس عليك ان تتوقع ان ينبت الورد الجوري. هذه هي الكارما, هي تجليات لما زرعت ولافعال انت قمت بها.

في جوهر الحرية الحقيقية تجد انها التزام اتجاه النتائج التي تريد ان تحصل عليها, ومن يحصل على النتائج التي يتمناها؟ هو ذلك الشخص الذي يقوم بفعل كل ما يستطيع لتحقيق مبتغاه والحياة التي يريدها, الحرية ليست شيء يهدى بل شيء يصنع. شيء تقوم بخلقه في حياتك لانك مسؤول كفاية عن نفسك وعن صنع الحياة التي تريدها.

انه سر بسيط جدًا لكن تطبيقه صعب ويحتاج الى انسان ناضج يفهم كيف يلعب دوره في الحياة التي يعيشها. هذا النضج والبلوغ هو ما اتسم به الحكماء والسلاطين (حتى هؤلاء الفاسدين منهم) لانهم فهموا ما الدور الذي يريدون عيشه وفعلوا كل ما بوسعهم لتحقيق هذا الدور وهذه الحياة التي يطمحون اليها. فسر الحرية هو ان تكون اهل لها, ان تكون واع وناضج لتحقيق هذه الحرية, ان تكون بالغ وعارف ما هي الحياة التي تريدها وانك على استعداد لعلمل كل ما يلزم لتحقيق هذه الحياة. واليك سؤالي: حتى لو حصلت على هذه الحرية ماذا ستفعل بها؟ هل ستقدرها وتحترمها؟ ام انك ستقوم بافعال مناقضة للقيم والاخلاق؟

بالمقابل, الانسان الذي يستمر في لعب دور الضحية هو الانسان الطفولي الذي يرى نفسه غير قادر بدون رضا الآخرين عنه او تأييدهم له, فيبدأ بالقاء اللوم على الحياة والاهل والبلد ان ما يحدث في حياته بسببهم هم وليس بسبب تصرفاته الطفولية.

سأعطي مثال: تخيّل انه لديك أسرة متسلطة

• التعامل الطفولي: قد يشعر الشخص بأنه يعتمد تمامًا على أسرته، يخاف الابتعاد عنها أو الوقوف ضدها خوفًا من فقدان الحب أو الدعم. قد يستجيب لكل طلب بدافع الإرضاء أو يقاوم بشكل سلبي-عدواني.

• التعامل الناضج: الشخص الناضج يدرك أن من حقه تحديد حدوده الشخصية، حتى لو لم تحب الأسرة ذلك. يمكنه التعبير عن احتياجاته بوضوح وبطريقة حازمة دون الشعور بالذنب. على سبيل المثال، إذا ضغطت الأسرة عليه لاختيار مهنة معينة، قد يقول:"أنا أقدر اهتمامكم، لكن هذا قرار يجب أن أتخذه بنفسي لأعيش حياة تناسبني."

  مثال آخر عن الوضع الاقتصادي

  موقف الطفولي: قد يلوم الشخص صاحب العمل أو الحكومة أو ظروف وضعه المالي، ولا يتخذ إجراءات لتغيير الوضع. وبدلاً من ذلك، قد ينفق الأموال بشكل غير مسؤول ويأمل أن يتحسن الوضع "من تلقاء نفسه".

  موقف الناضج: الشخص الناضج سيتحمل مسؤولية وضعه المالي، ويفحص النفقات والدخل، ويبحث عن طرق لتحسين وضعه بطريقة مخططة. على سبيل المثال، يمكنه استشارة خبير مالي، أو البدء في تعلم مهنة أخرى أو تحسين مهاراته.

  تذكر: إن الحياة ستمنحك ما تطلبه فقط عندما تتصرف كشخص ناضج وليس كطفل. وانه يمكنك من اليوم ان تأخذ مسؤولية على حياتك وان تعيشها كانسان بالغ وناضج وان تبدأ بالتخلي عن الادوار الطفولية في حياتك. فالحياة تعطيك ما تستحق وليس ما تريد.

  محبتي,

  اوريانا